مصر في عهد الرومان
مصر تحت الحكم الرومانى
الاحتلال الرومانى لمصر
انتقلت مصر إلى الحكم الرومانى
بصورة تدريجة فمنذ إن وقع البطالمة مع روما معــــاهدة صداقة كانت العلاقة
بين مصر وروما علاقة وثيقة إلا إن الرومان مارسوا نوعا من السيطرة على شئون
مصر فى أواخر عصر البطالمة 0
كانت وهدفت كليوباترا بتدخلها
فى الخلاف بين القادة الرومان بمساعدتها بتدعيم حكمها فى مصر, ولكن
مساعدتها للقائد انطونيوس أدت إلى فقدان هذا العرش بانتصار اكتافيوس على
مارك انطونيوس فى معركة(( اكتيوم البحري 31 ق0م ))
وبذلك أصبحت مصر ولاية رومانية لفترة استمرت سبعة قرون,
وقد اعتبر اكتافيوس مصر ضيعة ملكًا له فترك فيها ثلاث فرق بهدف السيطرة عليها 0
أهمية مصر للرومان 0000(1) كانت مصر تمد روما بالقمح اللازم وللفيالق العسكرية 0
(2) موقعها بين ثلاث قارات أعطاها أهمية استراتيجية0
(3) أطلالها على البحرين المتوسط والأحمر أعطاها ثقلاً فى مجال التجارة الخارجية 0
انقسم الحكم الرومانى فى مصر إلى قسمين رئيسين
{1} العصر الرومانى : ظلت مصر خاضعة لروما من عام31 ق0م : 395 م
{2} بعد التقسيم الإمبراطورية الرومانية سنة395م أصبحت مصر تابعة للإمبراطورية
الرومانية الشرقية ( البيزنطية ) ( القسطنطينية) 0
حتى استيلاء المسلمين العرب عليها سنة 641م0
إدارة شئون البلاد فى العصر الرومانى:
اعتبر الأباطرة الرومان مصر
مستودعًا للقمح لتغطية حاجة سكان روما ولهذا حرصوا على أن تكون مصر خاضعة
لإشرافهم مباشرة وعلى ألا يتولى أعضاء السناتو أو أصحاب النفوذ مناصب مهمة
فى مصر مثلما فعل اكتافيوس بأن اعتبر مصر ضيعة له 0
قسمت البلاد إلى ثلاثة أقسام /
1 - مصر السفلى ( الوجه البحرى )
2 - مصر الوسطى ( الوجه الشمالى من الوجه القبلى )
3 - مصر العليا ( الجزء الجنوبى من الوجه القبلى )
كانت إدارة كل إقليم فى يد حاكم رومانى يخضع إلى الحاكم العام وكل قسم إلى عدة اقاليم0
كما طبق الرومان قوانينهم مع الإبقاء على قوانين ونظم المدن الإغريقية ومنهــــــــــــــــا
{ نقراطيس – الإسكندرية - بطلميس} و{ انطينوبوليس التى أسسها الإمبراطور هادريان}
سياسية الرومان الاقتصادية فى مصر:
الزراعة : أهتم الرومان بالزراعة فى مصر ,فحفرو الترع الجديدة وطهروا الترع القديمة
وعملوا على زيادة المحاصيل الزراعية وأهمها القمح والخضروات والفواكه والبردى0
الصناعة: اهتم الرومان بالكثير من الصناعات مثل ورق البردى, المنسوجات الكتانية,
الصناعات الزجاجية, الأدوات المنزلية, الزيوت والعطور, الحلى الذهبية والفضية 0
وكانت أهم المدن الصناعية مدينة الإسكندرية 0
التجـارة: ذكر المؤرخ "سترأبون" إن مدينة الإسكندرية أكبر سوق تجارى فى العالم0
وحرصا من الإمبراطور أغسطس على بقاء مصر مستقلة فقد جعل لها عملة خاصة بها
ولكن القسوة فى فرض الضرائب على المصرين أدت إلى تدهور أحوال مصر الاقتصادية0
أحوال مصر الاجتماعية فى ظل الحكم الرومانى:
ظلت اللغة الإغريقية لغة رسمية ولم يستعمل الرومان لغتهم أللاتينية الآ فى الجيش والقانون
عاش أهل الإسكندرية حياة هانئة بينما عاش أهل الريف والمدن الصغيرة فى بؤس وشقاء
وهرب الفلاحين من قراهم بسبب أوضاعهم الاقتصادية السيئة0
وقد اتبع الرومان سياسة {{ فرق
تسد}} بين طوائف الشعب بل اعفوا الإغريق من ضريبة الرأس التى فرضت على
المصرين 0كما قاسوا من المعاملة القاسية والاستغلال السيىء
احتفظت المدن الإغريقية بنظمها
وتقاليدها وإحكامها إما مدينة انطونيو بوليس فقد سمح دستورها بالزواج بين
مواطنيها والمصرين, وكان هذا الزواج محرم فى المدن الأخرى ذات الطابع
الاغريقى مثل الإسكندرية, نقراطيس, بطلميس0
الحياة الثقافية والفنية فى مصر الرومانية:
{1} العلـــــــــوم:
إن كانت جامعة الإسكندرية ظلت تجذب العلماء من كل مكان واحتفظت بمكانتها
فى عالم الطب والجراحات المألوفة والأسنان والتجميل والهندسة والتاريخ
والفلسفة إلا إنها لم تستمر منشآت الإسكندرية فى زمن الرومان نتيجة الكوارث
التى حلت بها
عندما فتح عمرو بن العاص مصر سنة641م كانت مكتبة الإسكندرية قد اختفت من زمن
بعيد, وهذا يثبت براءة عمرو بن العاص من الاتهام بحرقها فقد تم على يد قيصر47ق0م
{2} الفنـــــــــون: ازدهرت الفنون فى ذلك العصر
{{ صور الفيوم }} هى مجموعة رائعة من الصور كانت ترسم على لوحات من الخشب مكسوة بالشمع وتعلق على الجدران تغطى وجوهم بعد مماتهم,
رسمت هذه الصور خلال القرنين الأول والثانى الميلادى0
مساوى حكم الرومان فى مصر:
أقام الرومان فى مصر حكمًا يقوم على الأسس آلاتية:
{1} الاستغلال الاقتصادى: كان هدف الرومان الاساسى موجها نحو استغلال و امتصاص
ثروات مصر وإمداد روما بخيرات مصر0
{2} النظام الاقطاعى: كانت أراضى مصر كلها ملك للإمبراطور يمنح منها إلى من يشاء
فأصبحت مقسمة بين عدد من الملاك الذين استبدوا بالفلاحين0
{3} فداحة الضرائب على الفلاحين: أكثر الرومان من فرض الضرائب على المصرين
واشتدوا فى جمعها مما أدى إلى ترك الفلاحين والصناع لأعمالهم0
{4}استبداد الحكام: فرض السيطرة بالحاميات العسكرية 0
{5} التمييز بين المصرين وغيرهم: ميز الرومان أنفسهم و الإغريق على المصرين
فقد خضعوا للسخرة والضرائب الباهظة وظلم الحكام 0
مقاومة المصريين للرومان:
أولا: ثورات الفلاحين المسلحة:
{{ ثورة الزراع }}نشبت فى
الدلتا فى القرن الثانى الميلادى بزعامة( ازيدوس ) الكاهن المصرى وكادت
الثورة تنجح لولا النجدات الرومانية من الخارج
ثانيا: المقاومة الشعبية السلبية:
هى نوع من المقاومة اتخذوا منها
وسيلة ضد الظلم والاستبداد لمحاربتهم للرومان فكانوا يهجرون القرى ويتجهون
إلى الأديرة فى قلب الصحراء فنتج عن ذلك إهمال الزراعة وكساد التجارة0
ثالثا:اعتناق المصريين للمسيحية:
فقد كانت المسيحية تبشر بحياة ثانية وتدعوا إلى التسامح والمساواة والمحبة والرحمـــــة
وكان المصريين قد ضاقوا بظلم الرومان فرحبوا بهذه المبادىء0
أضواء على تاريخ مصر فى الحقبة القبطية
امتاز تاريخ مصر بظاهرتين أساسيتين، هما:
(1) القــــدم: لان أرض مصر من أقدم مواطن الحضارة الإنسانية إن لم تكن
أقدمها فى كثير من مظاهر المدنية بل إن بعض عناصرها الأولى
ترجع إلى عهود طويلة قبل فجر الإسلام.
(ب) الاستمرار: فان التاريخ فى مصر من أطول التواريخ ولا شك إن جريان مجرى
نهر النيل العظيم فى ارض سهلة منبسطة كان احد العوامل الرئيسية فى
وحدة الشعب وترسيخ الشعور بالوحدة الوطنية والتى أدت إلى الارتباط
الوثيق بين المصرى وأرضه والاحتفاظ على مر العصور بطابع حضارتها
وشخصيتها.
{ بداية الحقبة القبطية فى مصر }
البعض يرى إن الحقبة تبدأ منذ دخول المسيحية إلى مصر فى القرن الأول الميلادى على يد القديس((مرقص))0
فمصر كانت من أولى البلاد التى دخلتها المسيحية.
ويرى البعض إن البداية ترجع إلى فترة نشأة وانتشار اللغة القبطية فى القرن الثانى الميلادى.
بينما يربطها البعض بعام284م
وهى السنة التى بدا فيها أقباط مصر تقويمهم فى عهد الإمبراطور (( دقلديانوس
)) أو بعام 313م وهى السنة التى اعترف فيها الإمبراطور(( قسطنطين ))
بالمسيحية وكانت بداية انتصارها.
يمكن التوفيق بين هذه الآراء
بالقول بان القرن الثالث الميلادى هو بداية الحقبة القبطية عندما سادت
اللغة القبطية وانتشرت الديانة المسيحية فى كل أنحاء مصر وتأثرت بها كافة
نواحى الحياة فى مصر0
معنى كلمة قبطى
كلمة"قبطى" كانت تعنى "مصرى"
وهى مشتقه من الكلمة اليونانية"جيبتوس" التى استعملها اليونانيون كاسم لمصر
وهى تحريف للاسم المصرى القديم الذى كان يطلق على مدينة "ممفيس"
كما سمى العرب مصر "دار القبط"
ولما كان أهالى البلاد فى ذلك الوقت مسيحيين, أصبحت كلمة قبطى تعنى مسيحى
فى أذهان العرب بعد الفتح العربى 0
خصوبة ارض مصر لانتشار المسيحية:
وجدت المسيحية فى مصر أرضا خصبة وفى نفوس المصريين,
وذلك للأسباب آلاتية:
{1}-الشعب المصرى يمتاز بتدينه
والعقائد المصرية القديمة سيطرت وتغلغلت فى عقول ونفوس المصريين, ولها
تأثير فى جميع شئون حياتهم, ومن مظاهرها إيمان المصرى بالحياة بعد الموت,
واعتبر الآخرة دار الخلود, ونظرتهما للآخرة تضمنت جوانب روحية, لهذا
اعتنقوا المسيحية منذ بدايتها.
{2}- كان للدين أثر كبير, فربط
المصرى بين الدين والوطن, وأرتبط المصرى بالكنيسة المصرية ومذاهبها, ورفض
القرارات الدينية التى تصدرها الكنيسة التابعة للدولة البيزنطية.
{3}- وجد المصريين فى المسيحية
تعبيرا ورفضا للوجود الرومانى اليونانى فى مصر, فقد تمتع البيزنطيون
واليونانيون بكل الامتيازات من مناصب كبرى, وضياع واسعة وشكلوا جالية
أرستقراطية سكنت عواصم الأقاليم بعيدا عن الريف فلم يحدث تجانس أو تالف
بينهم وبين عامة المصريين, ووجدوا لأنفسهم حضارة تناصب الحضارة البيزنطية
العداء, وأصبح الدين أداة للتعبير عن الرغبة فى التحرر من الحكم البيزنطى ,
وظهرت لغة وطنية وهى اللغة القبطية.
4- سوء أحوال المصريين تحت
السيطرة البيزنطية, فقد كان على المصريين إن يقدموا للدولة البيزنطية كل
يوم أحمالا من القمح عرفت باسم (الشحنة السعيدة), هذا إلى جانب الضرائب
الثقيلة, ومذلة السخرية المفروضة على العمال والفلاحين فى القرى, وفساد
موظفى البيزنطيين وقسوتهم فى معاملة المصريين.
اعتناق المصريين المسيحية
كان المصريون فى طليعة من
تقبلوا المسيحية واعتنقوها, فقد كانت المسيحية تبشر بحياة ثانية وهذا متفق
مع عقيدتهم فى البعث, والمسيحية تدعو إلى الإخاء والمساواة والمحبة والرحمة
وإغاثة الملهوف والتسامح وكان المصريون قد ضاقوا بظلم الرومان وقسوتهم
فرحبوا بهذة المبادئ.
نضال المسيحية
عصر الإمبراطور نيرون54-68 م:
هذا الإمبراطور الذى كان مصابا
بمرض جنون العظمة, حتى انه قام بإحراق روما والصق التهمة بالمسيحيين فى
روما, وبدأ اضطهاد المسيحيين فى أبشع صورة.
عصر الإمبراطور سبتيموس سفيروس193-211 م:
هذا الإمبراطور الذى أصدر قرارا
بان يسجد جميع المواطنين فى الولايات لتمثاله, وإحراق البخور عند قدمى
التمثال, ومن يعصى الأوامر يعذب بقطع رأسه, أو يقدم طعاما للأسود, أو
بالحرق حيا.
ثم أمر بإغلاق المدرسة الدينية فى الإسكندرية, واضطهد المسيحيين فى مصر.
عصر الامبراطور دقلديانوس284-305 م:
هذا الإمبراطور الذى اصدر
الأوامر بهدم الكنائس, وحرق الكتب الدينية, وقتل عشرات الألوف, وكان ذلك
اعنف اضطهاد تعرض له المسيحيون فى مصر, ولا تزال الكنيسة القبطية تؤرخ
الإحداث مبتدئة بحوادث عصر دقلديانوس المسمى بعصر الشهداء.
بالرغم من ذلك قام بالعفو عن أهل الإسكندرية بعد قيامهم بثورة ضده, ولهذا أقام له أهل
الإسكندرية عامود السوارى اعترافا بفضله.
انتصار المسيحية0000
الإمبراطور قسطنطين العظيم311-337 م:
هذا الإمبراطور الذى أصدر مرسوما عرف باسم(مرسوم ميلان سنة313م)أعلن فيه سياسة التسامح مع الديانة المسيحية جنبا الى جنب مع الديانة الوثنية.
الإمبراطور ثيدوسيوس الكبير378-395 م:
هذا الإمبراطور الذى أصدر مرسوما يلغى الوثنية فى كل ولايات الدولة البيزنطية
واعترف بالمسيحية ديانة رسمية للدولة.
الرهبانية(الديرية)
هى اعتزال شئون هذا العالم,
وهجر الدنيا بمتاعها ومباهجها, والترحال فى البرارى والصحراء للبقاء بعيدا
عن مشاغل الدنيا ومغرياتها فى تقشف وزهد وصلاة وتأمل.
ساعد على ممارسة الرهبانية فى مصر اتساع الصحراء فى مصر وتمتعها بمناخ مناسب.
اتخذت الرهبانية فى مصر شكلين أساسين:
- العزلة التامة أو التوحد0الرهبان الفردية حيث
يقوم الراهب بتدبير طعامه وملبسه وعمله اليدوى دون مساعدة من احد, ينطلق
هائما فى البرارى لا يرى وجه بشر يطلق عليهم السواح ومنهم الأنبا انطون(
كوكب البرية) والأنبا بولا الذى سار على نفس الدرب.
- نظام الشركة الرهبانية الجماعية: الذى أسسه الراهب (باخوم)الملقب(أبى الشركة) وقد
ولد فى ادفو349 م بمصر وقد أسس ديرا محاطا بسور يعيش بداخله عدد من الرهبان
كلا فى قلايته. وقد ادخل أيضا على نظام الشركة ضرورة العمل اليدوى بقصد إذلال
الجسد وإعلاء شأن الروح.
مكانة بطريركية الإسكندرية
احتلت بطريركية الإسكندرية مكانة عالية فى العالم المسيحى ,والدليل على ذلك اعتـــــراف
( مجمع نيقية) أول مجمع دينى عالمى سنة 325م بان لبطريرك الكنيسة المصرية السيادة الدينية على أساقفة مصر وليبيا وبرقة.
وكان لبطاركة الإسكندرية ادوار مشرفة فى المجامع الكنيسة فى جميع الكنائس المصرية,
وزاد التطلع إلى الاستقلال عن الدولة البيزنطية.
الإسكندرية حاضرة الثقافة والعلم والأدب والفن:
الثقافة والعلم:
كان للإسكندرية شهرة عالمية
واقبل عليها العلماء من كل مكان, وكان هذا دافعا للكنيسة لكى تنشئ مدرسة
مسيحية قوية لجذب الشباب للمسيحية ومقاومة المدرسة الوثنية, وهذه المدرسة
الذى أنشأها ((القديس مرقص)) فى الأيام الأولى لدخول المسيحية مصر, وكان
الهدف منها تعليم الأطفال الدين المسيحى, ثم اتسع نطاقها لتشتغل بالعلوم و
الآداب والخطابة والقانون والفلسفة, وكانت الفلسفة أهم العلوم التى تدرس
بهذه المدرسة, كما أشتغلت هذه المدرسة بعلوم الطب والكيمياء والطبيعة
والحساب والهندسة والفلك والجغرافيا والموسيقى والتاريخ.
كما ازدهرت الحركة العلمية
بمدينة الإسكندرية بسبب المنافسة الشديدة بين الطلاب المسيحيين والطلاب
الوثنين الذين توافدوا على المدارس التى كانت خاضعة لإدارة مسيحية.
بالنسبة للأدب القبطى:
تناول الأدب القبطى الموضوعات
الدينية, وظهر (أدب العظات)الذى اتخذ شكل مواعظ تتعلق بالأمور الدنيوية,
وكذلك ظهر(أدب الحكمة) الذى شمل قصص القديسين وشرح الأناجيل, وتراجم شهداء
الأقباط, وكان الغرض منها العظة والحث على الفضائل.
بالنسبة للفلسفة القبطية:
من اشهر فلاسفة مدرسة
الإسكندرية (هيباشيا)التى اشتهرت بدراسة فلسفة (أفلاطون, أفلوطين), وقد
ألقى القبض عليها وقتلت سنة 415م بعد ظهور اتجاه يجعل مدينة الإسكندرية
مسيحية الطابع والقضاء على صفة الوثنية فيها, ورغم مقتل (هيباشيا)
لم تتوقف الدراسات الفلسفية,
وازدهرت دراسة الفلسفة فى مدارس الإسكندرية. مما أدى إلى رحيل الكثير من
العلماء إلى الإسكندرية, وانتعاش الحركة العلمية بها.
بالنسبة للفن القبطى:
منذ نهاية القرن الثالث
الميلادى , ظهرالفن القبطى على يد أبناء مصر الأقباط , وكان متأثرا
بالعقيدة المسيحية , وقوامه العادات والتقاليد المصرية فهو فن الشعب المصرى
كله , يظهر فى النواحى الدينية والنواحى المدنية.
وفى النسيج ظهر نسيج أطلق عليه
(القباطى) , وهو الاسم الذى أطلقه العرب على النسيج المصرى الذى نال شهرة
كبيرة نسبة إلى أقباط مصر , وفى فن العمارة نجد الخصائص التى تميز بها فن
العمارة الفرعونية فى المعابد , احتفظ بها الأقباط فى بناء كنائسهم القديمة
وأديرتهم.
شمس الإسلام تشرق فى مصر
تعرض أقباط مصر لحرق كتبهم وهدم
كنائسهم من الأباطرة الوثنيين بسبب رفضهم لعبادة الإمبراطور وتمسكهم
بالمسيحية (عصر الشهداء) وهو عصر الإمبراطور دقلديانوس 0
كما لم يسلم الأقباط أيضا من (
الاضطهاد المذهبى )0 وفى سنة 451م عقد مجمع دينى يسمى ((مجمع خلقيدونية))
أدان فيه المجتمعين كنيسة الإسكندرية بزعم خروجها عن قواعد الأيمان 0وهكذا
انفصلت كنيسة الإسكندرية عن كنائس بيزنطة وروما 0
وبلغ الاضطهاد أشــــدة فى عصر الإمبراطور البيزنطى ( هرقــــــــــــــل610-641 م) وفرار بطريرك الإسكندرية( بنيامين 630 م )0
تزامن اضطهاد البيزنطيين
للمسيحية زمن خلافة عمر بن الخطاب مصر الذى عرف بسماحته وعدله حتى لقب
بالفاروق وتطلع الأقباط إلى الخليفة عمرو بن الخطاب لكى يخلصهم من اضطهاد
البيزنطيين وخاصة بعد إن علموا إن المسلمين لا يتدخلوا فى عقائد الآخرين.
جاءت حملة القائد عمرو بن العاص
التى انتصرت على البيزنطيين فى عدة معارك أهمها معركة ((حصن بابليون)) فى
مصر القديمة 9/4/641م وفى نوفمبر من نفس العام اضطر حاكم الإسكندرية
البيزنطى , إلى تسليم المدينة إلى عمرو بن العاص , ثم رحل ورجاله عنها.
خرج الرهبان من أديرتهم يرحبون
بمقدم (عمرو بن العاص) ورجاله, ولا عجب فى ذلك فالعرب هم أبناء هاجر أم
إسماعيل زوج إبراهيم الخليل وهى أخت المصريين جميعا كما خرج البطريرك
بنيامين من مخبأه, وقابله عمرو بن العاص مقابلة كريمة, ثم إعادة إلى منصبه
رئيسا للكنيسة القبطية فى الإسكندرية, وكتب إلى المصرين بزوال السيطرة
البيزنطية, ويأمرهم بتلقى تعليمات عمرو بن العاص.
وما إن دخل الإسلام مصر حتى
امتزجت دماء المسلمين بدماء الأقباط وتزوج المسلمون الوافدون من نساء
القبط, فامتزجت الدماء العربية بدماء الأقباط, وكونت نسيجا واحدا وأسرة
تجمعها وحدة الأرض ووحدة الهدف والمصير.
نتمنى في النهاية رضا بلا سخط وتقدم وفائدة لكم
الايجي فيوتشر